المشهد ضبابي ومثير للقلق وعواصم القرار تتقلب في تحليلاتها ، فالمد والجزر في العلاقات الأمريكية الروسية
أصبح في عداد المفقودين والضرب تحت الحزام بالخفاء قد أصبح في العلن . تعالت نبرة الأتهامات بين الجانبين والمحرض الرئيسي والمثير الكيميائي لتلك التقلبات القديمة الجديدة بالعلاقة بين الطرفين هو الأسد القابع في دمشق ،
فمابين أطماع الروس في جعل سوريا الحديقة الخلفية لموسكو وأستبدادها المباشر في القرم وبين ترددات البيت الأبيض في الأطاحة بالأسد باللين تارة وبالقوة تارة أخرى لأستنزاف الجميع لدعم خزانة العم سام المتهالكة وعن طريق وسطاء في العالم . ويجدر الأشارة هنا بأن قنوات الأتصال بين الفريقين قد أغلقت بعد أن دب الخلاف وتصاعد عقب ألغاء الرئيس بوتين العمل بأتفاقية أمتناع روسيا عن إنتاج البلوتونيوم لهدف صنع أسلحة نووية وجاء الرد الأمريكي سريعا وصادما للجانب الروسي بالإعلان عن وقف الأتصالات بشأن الأزمة السورية بين الجانبين مع الحفاظ على بصيص أمل و الأبقاء على شعرة معاوية بأعلان واشنطن أستمرار التواصل بأستخدام قنوات الأتصال العسكرية مع موسكو رغم قرارها بهدف تجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا.
مما أدى إلى تراجع الكرملين عن هجمته الشرسة بأتجاه السياسات الأمريكية نحو الروس والرجوع خطوة للوراء بأنتظار جديد البيت الأبيض . وبهذا الصدد قال ميخائيل أوليانوف مدير قسم الخارجية الروسية لشؤون عدم الأنتشار والرقابة على الأسلحة في كلمة ألقاها في أجتماع للجنة الأولى للدورة الـ71 للجمعية العامة في نيويورك مشيرا إلى أن مرسوم الرئيس الروسي الصادر الأثنين ينص بوضوح على أن روسيا ستحافظ على كل البلوتونيوم الفائض وفقا للأتفاقية مع واشنطن خارج النشاط النووي العسكري.
وقد أعرب الجانبين عن خيبة أملهم وأظهر البعض فزعه من أمكانية التصادم المباشر بين الروس والأمريكان على الأراضي السورية . بالمقابل أن تصاعد التوترات يصب في مصلحة النظام السوري وحلفاؤه فهو كمالك حلبة مصارعة الثيران غير مهتم بالفائر مادام شباك التذاكر يعمل بأقصى أمكانيته !! بعد أنشاء خطة هروب في حال فشل الداعمين له وذلك بالتموضع في المناطق التي تتبع له في الشريط الساحلي السوري مع الحفاظ على العاصمة ضمن ممتلكاته ، كما على الطرف الأخر قرار البيت الأبيض قطع الأتصالات مع الروس هدىء ثورة الغضب في السعودية ردا على قرار جاستا بمعاقبة الدول الراعية للأرهاب
. جميع الأوراق مكشوفة الأن وسلة الحلول أصبحت خاوية وعرابو البيت الأبيض والكرملين في حالة أستنفار قصوى والأيام القادمة ستغير خارطة الأحداث ليس في سوريا والشرق الأوسط فقط بل أن تبعات الهزات السياسة الأرتدادية ستضرب حدود العالم أجمع أن تم الوصول إلى طريق مسدود .
فالمعركة الأن معركة كسر عظم والوضع الهستيري في أقصى درجاته وليس بالأمكان للبيت الأبيض أو الكرملين التراجع عن مواقفهم أكثر مما سبق ولكن الجانبين ينتظران ردة فعل الطرف الأخر .
بروز أفاق الحرب العالمية الثالثة أجهضت جميع الأمال نحو عدم حدوثها واللهجة الأمريكية الحادة والعداوة المتصاعدة والتلويح المستمر بعصا العقوبات وتطبيقها لم يعد يجدي مع الكرملين الحالم بأعادة أمجاد الأتحاد السوفيتي . لعنة التاريخ تدق أبواب العالم والحراك السياسي الدبلوماسي في حالة ركود فمن يحمل الحل السحري لتذليل العقبات وأزالة الألغام من قنوات الأتصال بين القوى العظمى وأبعاد شبح حرب عالمية طاحنة ؟؟
الأيام القادمة كفيلة يأزالة الستار عن مجريات ماسيأتي .